رَيَاحِينُ مِنْ بُسْتانِ النـُّصْرَةِ
مِنْ بَيْنِ آهاتِ الزّمانِ ... وَصرَخاتِ القـُلُوبِ ... تـَنْطِقُ أفـْئِدَتـُنا وَتَلْهَجُ ألْسِنَتُنا
" فِداكَ أبي وَأمِّي ... فِداكَ كُلّ ما نَمْلِكُ يا رَسُولَ اللهِ "
يَغْدُو العَقـْلُ وَيرُوحُ ... يُفًكِّر أيْنَ السَّبيلُ ؟؟!! كَيْفَ نَنْصُرُ خَيْرَ مَنْ وَطِئَ الثـَّرى ؟؟!!
مَنْ قالَ فِيهِ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ
" لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ "
التوبة128
إلَى تِلْكَ المُهَجِ التِي تَذوبُ شَوْقاً لِنُصْرَةِ نَبِيِّهَا ... هَلُمُّوا لِلذَّبِّ عَنْ عِرْضِ نَبِيِّكُمْ
قد يقول قائل: وَلَكِنْ ...كَيْفَ؟؟!!
يَقُولُ اللهُ تَعَالى فِي كِتابِهِ الكَرِيمِ : " إنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتّى يُغَيِّرُوا مَا بِأنْفُسِهِمْ "
إنَّ الأُمَّةَ لَنْ تَتَغَيَّرَ إلاَّ إذَا تَغَيَّرَ أفْرَادُهَا, إلاَّ إذا غَيَّرْتُ أنا وَأنْتَ وَهُوَ وَهِيَ ،
إذا غَيَّّرْنا أُسْلُوبَ حَيَاتِنَا بِمَا يُوَافِقُ شَرْعَ اللهِ وَقُلْنَا لِرَبِّنا سَمْعاً وَطاعَة
وَاتَّبَعْنا هَدْيَ نَبِيِّنَا عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ
إنَّ المُتَأمِّلَ اليَوْمَ فِي حَالِ الأُمَّةِ الإسْلامِيَّةِ وَمَا أصَابَهَا مِنَ الضَّعْفِ وَالذُّلِّ وَالهَوَانٍ
بَعْدَمَا كَانَ رِجَالُهَا كَالأُسُودِ فِي وَجْهِ أمْثَالِ هَؤُلاَءِ,
يَرَى أنَّ مَا أصَابَ الأُمَّةَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهَا إلاَّ بِنُفُوسٍ أبَتِ الرُّجُوعَ وَالإنَابَةَ إلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
نُفُوسٍ ألِفَتِ الذُّنُوبَ وَالمَعَاصِي, وَنَسِيَتْ أنَّ اللهَ يُمْهِلُ وَلاَ يُهْمِلُ واغْتَرَّتْ بِحِلْمِ اللهِ وَعَفْوِهِ,
هُمْ يُسِيئُونَ إلَيْنَا وَإلَى إسْلاَمِنَا وَنَحْنُ نُسِيءُ إلَى أنْفُسِنَا وَإلَى إسْلاَمِنَا!!!
===> هَلْ نَحْنُ المُسْلِمُــونَ اتَّبَعْنَـــا سُنَّةَ رَسُولِنَا ؟؟ <===
===> هَلْ رَبَّيْنَا أَنْفُسَنَا وَ أَوْلاَدَنَا عَلَى حُبِّ رَسُولِنَا ؟؟ <===
===> وَهَلْ تَعَرَّفْنَا عَلَى سِيرَتِهِ وَدَرَسْنَا أَخْلاَقَهُ ؟؟ <===
أَسَاؤُوا لِلْحَبِيبِ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَجَزُوا عَنْ إِطْفَاءِ نُورِ اللهِ فَعَمَــدُوا جَاهِدِينَ إلَى إثَارَةِ بَعْضِ شَبَابِ المُسْلِمِينَ ...
لِلرَّدِّ بِالعُنْفِ لِتَشْوِيهِ سُمْعَتِنَا وَسُمْعَةِ دِينِنَا
خَوْفاً مِنْ أحْفادِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَقُرْآنِنَا الذِي يَجْلُبُ الآلاَفَ مِنْ مُثَقَّفِيهِمْ إِلَى الإسْلاَمِ
فِي الوَقْتِ الذِي يَصْرِفُونَ مَلاَيِينَ الدُّولاَرَاتِ لِيَكْسِبُوا مُسْلِمِينَ إلَيْهِمْ دُونَ فَائِدَةٍ.
أيُّهَــا الأَحِبَّةُ ، بُــعْدُنــا عَنْ طاعَةِ اللهِ وَ رَسُولِهِ جَعَلَ الأَيَادِي النَّجِسَةِ تُحَاوِلُ النَّيْلَ مِنَّا
لَكِــــنْ ،، هَيـْـهَــاتَ هَيْــهَــاتَ
إنْ أطَعْنَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ بَصَرَنَا الذِي نُبْصِرُ بِهِ ...
وَيَدَنَا التِّي نَبْطِشُ بِهَا...
وَرِجْلَنَا التِي نَمْشِي بِهَا ...
وَلَنْ نَنَالَ العِزَّةَ وَالكَرَامَةَ إلاَّ إذَا عُدْنَا إلَى دِينِنَا وَتَمَسَّكْنَا بِإِسْلاَمِنَا
فَكَمَا قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ :
نَحْنُ قَوْمٌ أعَزَّنَا اللهُ بِالإسْلاَمِ فَإِنِ ابْتَغَيْنَا العِزَّةَ بِغَيْرِهِ أَذَلَّنَا اللهُ.
فَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ هَذِهِ المَعَالِم ؟؟!!!
وَيَا تُرَى فِي أَيِّ بُسْتَانٍ سَتَتَفَتَّحُ الأفْكَارُ ؟؟
فلتُعْلِنِ الجَوَارِحُ أنَّهُ لاَبُدَّ لَهَا مِنْ مَوْعِدٍ مَعَ الافْكَارِ لِتَسْتَنْشِقَ رَحِيقَهَا... ولِتُحَوِّلـَها مِنْ فِكْرَةٍ إلَى حَقِيقَةٍ
ولْتَصْرُخْ بِأعْلَى صَوْتِهَا " فِدَاكَ أبِي وَأُمّي يَارَسُولَ اللهِ "
</TD></TR></TABLE>